الحمد لله الذي قصم بالموت رقاب الجبابرة و كسر به ظهور الأكاسرة و قصر به آمال القياصرة الذين لم تزل قلوبهم عن ذكر الموت نافرة حتى جاءهم الوعد الحق فأرداهم في الحافرة فنقلوا من القصور إلى القبور و من أنس العشرة إلى وحشة الوحدة و من المضجع الوثير إلى المصرع الوبيل فانظر هل وجدوا من الموت حصنا
بسم الله الرحمن الرحيم
والصلاة والسلام على أشرف خلق الله محمد ابن عبد الله
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
يعرف الغضب بأنه حالة انفعال عاطفي حاد وهو حالة طبيعية وصحية وإنسانية ولكن عندما يخرج من قدرة السيطرة والتحكم فيه فإنه يتحول إلى مشكلة هدامة تؤدي إلى شرخ كبير في العلاقات الاجتماعية وتؤدي إلى عرقلة في نمو هذه العلاقات ولها تأثير مباشر على علاقات العمل أحياناً وتؤثر في المحيط الأسري فإنه يتحول إلى مشكلة هدامة تؤدي إلى شرخ كبير في العلاقات الاجتماعية وتؤدي إلى عرقلة في نمو هذه العلاقات ولها تأثير مباشر على علاقات العمل أحياناً وتؤثر في المحيط الأسري وتؤدي إلى تدفق انفعالي كبير يؤثر على جوانب كثيرة تهم الفرد والمجتمع فلها من الآثار ما تعيق علاقة وتفاعل الفرد مع المجتمع وتؤدي إلى نزعات عدوانية سريعة ومباشرة أو مؤجلة أحيانا كما لها آثار بيولوجية وصحية ونفسية تؤثر على الدماغ والتركيبة الكيماوية في جسم الإنسان فيفقد توازن ذلك التدفق الطبيعي فيؤدي إلى مضاعفات غير محسوبة وقد تقود هذه العاطفة الإنفعالية الحادة الغضب إلى قوة ونتائج غير متنبأ بها من حيث قدرة التأثير في اللحظات الأولى وإلى الانهيار في نهاية المطاف ويذهب البروفيسور جارلس سبليكر المتخصص في دراسات الغضب إلى القول بأن الغضب حالة تهيج عاطفي وسلوك متغير من حالة الانفعال العادي إلى حالة الانفعال الشديد وبهذا لا يختلف الغضب عن أي حالة عاطفية يعيشها الإنسان الحب والكراهية والرغبة والصداقة والحزن والفرح ويتفاعل بها ومن خلالها مع الآخرين وتؤدي بشكل أو بآخر إلى التعبير عن تلك العاطفة بكلمات أو أفعال تخرج أحيانا عن النمط المتفق عليه من أنماط السلوك المرئية لذات الإنسان في دائرة معارفه وعلاقاته والغضب على ضوء ذلك ليس بالجريمة ولكن ما ينتج من الغضب وما يتبعه من آثار يصل أحيانا إلى مستوى الجريمة أو قد يقود إلى الجريمة.كأي حالة عاطفية تتعدى الحدود المقبولة في التعبير فإن الغضب إذا تجاور الحدود المقبولة للتعبير فإن له آثار سلبية على الجانب النفسي للمنفعل سواء أدرك ذلك أم لم يدركه فإن تلك الآثار تبقى كامنة إلى مدد زمنية بعيدة أحياناً وقد تظهر آثارها مباشرة بأنماط سلوكية غريبة على الإنسان ومن المعروف أن السلوك السلبي هو انعكاس للفكرة السلبية التي تهيمن على العقل وتقوده خارج السيطرة أو تلغي سيطرة العقل على الأنماط السلوكية فتضع الإنسان المنفعل خارج المناخ الطبيعي للحالة النفسية السوية فيقول أستاذ علم النفس البروفيسور ديفنباجر أن بعض الناس لديهم ميل واتجاه نفسي في حدة الطبع والتهور والعجلة في التصور والتصرف وبذلك فإنهم اكثر عرضة للغضب السريع من غيرهم ويتجاوزون معدل الغضب عند حالات الناس الآخرين.إن الغضب هو التعبير الغريزي والطبيعي للرد على أي محاولة تعد وتجاوز وامتهان لإنسانية الإنسان والتعدي على حقوقه وهي حالة طبيعية ضد أي تهديد خارجي يهدد وجود الإنسان ومعتقداته الفكرية والعقائدية فكمية من تعبير الغضب تكون مهمة أحيانا للبقاء ولكن ليس من الضروري أن يكون رد الفعل بذات الدرجة من التصرف بل يتطلب الأمر التحكم بالعواطف الانفعالية ونضبط مخرجات الأفعال والأقوال إزاء أي تصرف للوصول إلى معالجة أسلم فالناس تتعامل بأسلوبين في حالة الغضب انفعال مكشوف مرئي يؤدي إلى حالة الغضب الانفعالي وانفعال مستتر يؤدي إلى الغضب المعالج المتسم بالهدوء وبعد النظر للنتائج وصدق رسول الله صلى الله عليه وسلم حين قال( ليس الشديد بالصرعه وإنما الشديد الذي يملك نفسه عند الغضب) والإسلام يعتبر الغضب نزعة من نزعات الشيطان يقع من خلالها الغضب وبسببه المشكلات الكبيرة والمصائب التي لا تنتهي إلى حد لا يعلمه إلا الله لذلك تبنى الإسلام معالجات كثيرة للحد من ظاهرة الغضب وتقليل آثاره حفاظاً على المجتمع والأسرة والفرد حيث يقول الحبيب المصطفى صلى الله عليه وسلم ( إذا غضب الرجل فقال أعوذ بالله سكن غضبه) وإن للغضب اكثر من باب يتدفق من خلالها إلى سلوكنا ويؤدي إلى التفاعل السلبي مع الآخرين وهذه هي التي تشجع الغضب إلى أن يطفو على سطح العلاقات الإنسانية ،ومن هذه الأسباب الخارجية هي ارتفاع درجة الحرارة وعدم قدرة الإنسان على التكيف معها في محيط الحياة في لحظة الانفعال الازدحام المروري وعدم القدرة على ضبط الاتجاهات والمواعيد والخروج عن المألوف في الوصول إلى الأهداف ومواجهة المعرقلات التي تكون حجر عثرة في طريق الأهداف الخاصة وعدم قدرة الآخرين على فهم التوجهات النظرية والفكرية للفرد مما تؤدي إلى اضطراب وجهات النظر وتتزاحم في مخيلته صور التناقض معه فتؤدي إلى الغضب وهذه جميعا تُرد إلى عدم القدرة على الفهم والمواجهة والتقبل لكل ما يحيط بنا في لحظة الانفعال فتتصاعد إلى حدة الغضب.