إن الحمد لله ، نحمده ونستعينه ، ونستغفره ، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا
ومن سيئات أعمالنا ، من يهده الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادي له ، وأشهد
أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأن محمدا عبده ورسوله صلى الله عليه
وعلى آله و أصحابه ومن تبعهم
بإحسان الى يوم الديـــن وسلم تسليما كثيرا ، أما بعد ...
السلام عليكم ورحمة الله
تحية طيبة لكل أعضاء وزوار ومشرفي منتدى النقاش الجاد
منذ زمن بعيد ونحن نسمع بكائنات بشرية تقتات على دماء البشر من أجل أن تستمر في الحياة
وهي التي يطلق عليها في بعض الأفلام السينمائية إسم "دراكولا " أو مصاصي الدماء هاته الكائنات
التي لا تحب النور وتعشق الظلام وتجعل من دماء البشر العاديين مصدرا لطاقتها .
بعد هاته المقدمة سيتساءل البعض ماجدوى ذكر هؤلاء الشخصيات الخرافية والتي يعرفها الصغير
والكبير على حد سواء من كثرة إستهلاكها كمادة سينمائية في أفلام الرعب ،لكل هؤلاء المتسائلين
أقول لقد تحولت هاته الشخصيات الخيالية بكل ما تحمله من عنف وتعطش للدماء تحولت لنماذج بشرية
حقيقية تعيش بيننا ونحسبها من بني جلدتنا أبت إلا أن تنقل هاته الشخصيات الأسطورية من السينما إلى الواقع وليتها مافعلت .
فأصبحنا نرى بعض مصاصي الدماء الجدد كما أحب أن أسميهم والذين جعلوا من ماسي إخوانهم فرصة للإغتناء
مهما كان الثمن فنجد بعضهم لا يتوانون في إغراق إخوانهم بالديون وفوائدها الضخمة
الربوية وبالتالي لا يتركون لهم أي مجال إلا أن يسددوا ماعليهم أو يدخلوا السجن وتباع ممتلكاتهم
في المزاد العلني .
نموذج اخر لهاته الفئة والمتمثل في بعض رؤساء الجمعيات التي تدعى الحرص
على مصالح منخرطيها لكن عكس ذلك نجدها تقوم باقتسام المساعدات بل تدفع بهم الوقاحة
لبيعها في الأسواق سعيا منهم للإغتناء ولو على حساب المعوزين وقليلي الحيلة
أليس هؤلاء أكثر قبحا وحقارة من مصاصي الدماء في أفلام الرعب ؟
نموذج اخر يمثل هاته الفئة التي لا تحمل من البشرية إلا الإسم نذكر بعض رجال السياسة الذين
يجعلون من الام ومعاناة بعض الفئات المهمشة مطية للوصول لكراسي الحكم مستغلين في ذلك
أمية وعجز وماسي هاته الشريحة مبررين بذلك فعلهم الشنيع بمقولة الغاية تبرر الوسيلة
أليس هذا قمة الإستغلال والكسب من خلال اللعب على نقاط ضعف الاخر ؟.
نموذج اخر لهاته الفئة الخالية من المشاعر نذكر بعض الاباء الذين يبيعون ويشترون في أعراض بناتهم
بحجة الفقر وقلة ذات اليد ،ضاربين بذلك كل القيم الأخلاقية والدين عرض الحائط
وأكثر من ذلك كرامة وكبرياء فلذات أكبادهم .
هاته الكائنات التي تظهر ليلا ونهارا عكس مصاصي الدماء الذين لا يظهرون إلا ليلا كما في الافلام
باحثة عن ضحاياها لتسلبهم كرامتهم وأموالهم كل الأشياء الجميلة فيهم .
هاته الفئة للأسف الشديد أصبح عددها يزداد يوما عن يوم وإن كانت تظهر لنا بنفس هيئة بني البشر
وتحمل بعض صفاتهم البيولوجية لكنها تختلف عنا كل الإختلاف
لا لشيء إلا لأنها تستلذ بتعذيب الاخر ولا تتوانى في مص دمه وإرادته وبشتى الطرق
لأنها وببساطة غيبت كل القيم والمشاعر الإنسانية الجميلة فينا نحن البشر وأبت إلاأ ن
تنعت بمصاصي الدماء وإن كانت هاته الأخيرة أسطورية .
هذه النماذج فقط غيض من فيض لبعض السلوكيات التي تسعى للعب على أوتار معاناة الاخر .
مما يدفعنا للتساؤل :
إلى أي حد يمكن أن تنسب صفة الإنسانية لهؤلاء؟
ألم يحن الوقت للتصدي لهاته الفئة وعدم ترك المجال لها مفتوحا لإستغلال الاخرين ؟
ألا ترون معي أن غياب الوازع الديني والإنساني كفيل بتزايد أعداد هاته الفئة ؟
هل صفة الحقارة والدونية مناسبة لوصف أفعالهم القدرة ؟
مساحة حرة لأقلامكم المبدعة
في انتظار نقاشكم ومداخلاتكم القيمة
دمتم أوفياء للفكر
