الخطبة الأولى
الحمد لله الذي أحل لنا الطيبات، وحرم علينا الخبائث، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن سيدنا محمدا عبد الله ورسوله، اللهم صل وسلم وبارك على سيدنا محمد وعلى آله وأصحابه أجمعين ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين.
أما بعد: فأوصيكم عباد الله ونفسي بتقوى الله عز وجل، قال تعالى
ومن يتق الله يكفر عنه سيئاته ويعظم له أجرا)
أيها المسلمون: لقد أراد الله سبحانه لعباده أن يكونوا أقوياء في أجسادهم، أصحاء في أنفسهم وعقولهم ليشعروا بالسعادة في هذه الحياة الدنيا، ويؤدوا رسالتهم فيها حق الأداء، قال الله عز وجل ( إن السمع والبصر والفؤاد كل أولئك كان عنه مسؤولا ).
وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم :« المؤمن القوى خير وأحب إلى الله من المؤمن الضعيف ».
ولكمال عناية الإسلام بسعادة الإنسان شرع له كل ما يؤدي إلى حفظه في صحته الجسدية والروحية والنفسية ليقوم بواجبه في عبادة الله تعالى وعمارة الأرض، وحرم عليه كل ما يؤدي إلى ضرره وشقائه العاجل والآجل، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :« لا ضرر ولا ضرار».
ويدرك الجميع ارتباط المخدرات بكثير من الأمراض العضوية والنفسية، وبكثير من الأمراض الاجتماعية والعادات السلبية، إضافة إلى استنزاف الأموال وضياع الموارد وقلة الإنتاج.
أيها المؤمنون: إن المخدرات والمسكرات بهذه المضار تعد قتلا للنفس وإلقاء باليد إلى التهلكة، والله سبحانه يقول ( ولا تقتلوا أنفسكم إن الله كان بكم رحيما)
ومن أجل ما يترتب على المخدرات من مضار فقد أجمع العلماء على تحريمها، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : كل مسكر خمر، وكل خمر حرام».
وعن أم سلمة رضي الله عنها قالت: نهى رسول الله صلى الله عليه وسلم عن كل مسكر ومفتر.
عباد الله: لعلاج مشكلة المخدرات ينبغي أن تتضافر جهود المؤسسات كلها كالمساجد والمدارس والجامعات والإعلام والمؤسسات العلاجية لمكافحة هذه الآفة وإبعاد خطرها، وترغيب الناس في المعالي والمعاني الكريمة والصور الجميلة التي ينشدها الدين وتثيرها تعاليمه العالية الرفيعة، وأن تسلك المسالك الحكيمة في الوقاية منها وتجنب ضررها.
ومن هذه الطرق الحكيمة في الوقاية والعلاج أن نحذر كل الحذر من صحبة قرناء السوء فقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :« الرجل على دين خليله، فلينظر أحدكم من يخالل»
ومن طرق الوقاية والعلاج أن نملأ أوقاتنا بالعلم النافع والعمل الصالح الذي يعود بالفائدة العاجلة والآجلة على الفرد والأسرة والمجتمع والوطن، وبممارسة الرياضة التي تبني الجسم السليم، وبحضور الأنشطة النافعة، ولنحذر من الفراغ ؛ لأن النفس إذا لم تجد في الطاعة عملا التمست في المعصية أعمالا.
ومن أسباب الوقاية والعلاج أن نعمل على تعزيز الترابط الأسري وتقوية العلاقات الاجتماعية، وأن يدرك الآباء والأمهات أنهم مسئولون عن غرس القيم والفضائل والآداب في نفوس الأبناء، وحمايتهم من المخاطر التي تحيط بهم.
نسأل الله تعالى أن يقينا السيئات، وأن يأخذ بنواصينا إلى كل خير، وأن يوفقنا لطاعته وطاعة من أمرنا بطاعته امتثالا لقوله عز وجل ( يا أيها الذين آمنوا أطيعوا الله وأطيعوا الرسول وأولي الأمر منكم)
أقول قولي هذا وأستغفر الله لي ولكم فاستغفروه.
الخطبة الثانية
الحمد لله رب العالمين، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن سيدنا محمدا عبده ورسوله، اللهم صل وسلم وبارك على سيدنا محمد وعلى آله الطيبين الطاهرين وصحابته أجمعين، ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين.
أما بعد: فاتقوا الله عباد الله واعلموا أن حكومتنا الرشيدة تبذل قصارى جهدها لمحاربة انتشار المخدرات، فمن ابتلي بتعاطيها فليسارع إلى التوبة، فإن الله يقبل التوبة عن عباده ويعفو عن السيئات، قال النبى صلى الله عليه وسلم:« إن الله عز وجل يبسط يده بالليل ليتوب مسيء النهار، ويبسط يده بالنهار ليتوب مسيء الليل حتى تطلع الشمس من مغربها».
ومن كان محتاجا إلى علاج فليراجع دور الرعاية والتأهيل حتى تشرف على تطبيبه وعلاجه في سرية تامة، فمن فضل الله تعالى أن الدولة قد فتحت مشكورة دورا ومصحات لعلاج المدمنين حتى تأخذ بأيديهم إلى بر الأمان.
هذا وصلوا وسلموا على من أمرتم بالصلاة والسلام عليه، قال تعالى (إن الله وملائكته يصلون على النبي يا أيها الذين آمنوا صلوا عليه وسلموا تسليما) ويقول الرسول صلى الله عليه وسلم:« من صلى على صلاة صلى الله عليه بها عشرا» اللهم صل وسلم وبارك على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين، اللهم إنا نسألك من الخير كله عاجله وآجله ما علمنا منه وما لم نعلم، ونعوذ بك من الشر كله عاجله وآجله ما علمنا منه وما لم نعلم، اللهم إنا نسألك مما سألك منه سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم ونعوذ بك مما تعوذ منه سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم وارض اللهم عن الخلفاء الراشدين أبي بكر وعمر وعثمان وعلي وسائر أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم اللهم اغفر للمؤمنين والمؤمنات والمسلمين والمسلمات الأحياء منهم والأموات، اللهم ارحم الشيخ زايد والشيخ مكتوم وإخوانهما شيوخ الإمارات الذين انتقلوا إلى رحمتك، اللهم أنزلهم منزلا مباركا، وأفض عليهم من رحماتك وبركاتك، اللهم وفق ولي أمرنا الشيخ خليفة بن زايد ونائبه لما تحبه وترضاه، وأيد إخوانه حكام الإمارات وولي عهده الأمين، اللهم اغفر لكل من وقف لك وقفا يعود نفعه على عبادك، اللهم بارك في مال كل من زكى وزده من فضلك العظيم، اللهم إنا نسألك المغفرة والثواب لمن بنى هذا المسجد ولوالديه، ولكل من عمل فيه صالحا وإحسانا، واغفر اللهم لكل من بنى لك مسجدا يذكر فيه اسمك ولو كان كمفحص قطاة، اللهم أدم على دولة الإمارات الأمن والأمان وعلى سائر بلاد المسلمين.
عباد الله ( إن الله يأمر بالعدل والإحسان وإيتاء ذي القربى وينهى عن الفحشاء والمنكر والبغي يعظكم لعلكم تذكرون)
اذكروا الله العظيم يذكركم ، واشكروه على نعمه يزدكم (وأقم الصلاة إن الصلاة تنهى عن الفحشاء والمنكر ولذكر الله أكبر والله يعلم ما تصنعون)